مدينة مراكش
نبذة عن المدينة العريقة

التسمية:

مَرّاكُش (بفتح الميم وتشديد الراء وضم الكاف)، وينطق اليوم براء مشددة مفتوحة ومد وبتسكين فتحة الميم وضم الكاف.

وأصل لفظ مراكش: بربري.

ومعناه بلغة المصامدة: “إمش مسرعا”؛ لأن الموضع الذي تقوم فيه مراكش اليوم كان مكمنا للصوص؛ فكان المارّون فيه يقولون لرفقائهم تلك الكلمة.

وقد أطلق الأوروبيون اسم مراكش على المغرب كله مثل ما فعلوا في تونس والجزائر وطرابلس؛ وذكر بعض المؤرخين أن اسم مراكش بصيغة maroc أطلق على البلد برمته منذ القرن 15.

الميلاد والجغرافيا:

ولدت مراكش في حدود سنة 461 هـ، الموافق: 1069 م.

واختار المرابطون جغرافيتها وسط سهول الحوز الأوسط المنخفضة، المكونة من ركام الحجارة وطمي النشر.

تحدها كتلة الأطلس الكبير الجبلية عند خط العرض (31* 37‘ 35″) وخط الطول (7* 59‘ 46″).

على ارتفاع نحو 456 متر عن سطح البحر، على مسافة 155 كيلو متر من آسفي؛ أقرب مدينة ساحلية إلى مراكش .

إنها جغرافية أدهشت المؤرخين منذ القديم بتباينها في التضاريس؛ حيث تُجاورُ كتلة الأطلس الشاهقة التي ترتفع قممها إلى أكثر من 4000 متر مكللة في الأغلب بالثلوج؛ كما تجاور سهلا جافا قاحلا ينشأ من سفح الجبل.

فسبحان الخلاّق.

التأسيس والعمران:

في سنة 461هـ؛ قرر الأمير المرابطي أبو بكر بن عمر إنشاء قاعدة لدولة المرابطين على مقربة من منطقة (غمات) التي تقع عند قدم الأطلس الكبير، على بعد حوالي 40 كليلو مترا إلى الجنوب من مراكش، على ضفاف مجرى مائي صغير.

وكانت (غمات) تتكون من قريتين كبيرتين متميزتين تفصل الواحدة منهما عن الأخرى أجنة وبساتين، والمسافة بينهما نحو ثلاث كيلومترات:

الأولى اسمها: غمات أوريكة.

والثانية: غمات هيلانة.

وقد دخلت (غمات) تحت إمرة المرابطين سنة 450هـ / 1058م.

وأول ما بناه أبو بكر بن عمر من مدينة مراكش:

1 المسجد

2 ثم قصر الحجر:

وهو بيت الإمارة؛ وهو بمثابة المقر المركزي للحكم، وسمي قصر الحجارة لأن استعمال الحجر في البناء لم يكن سائدا .

3 بعد ذلك شرع الناس في بناء الدور وسط السور .

ثم واصل خلَفُه: الأميرُ يوسف بن تاشفين إقامة مؤسسات التسيير ومرافق المدينة؛ وكان من أهمها: مجلس الشورى؛ وهو مجلس مشكل من الفقهاء، كان ابن تاشفين يلتزم مشورته ويقضي على نفسه بفتوى فقهاءه .

وفي سنة 464 أمَرَ الأميرُ يوسف ببناء دار السكة لصك النقود، وقد أضحت مقرا للحكم في عهد ولده الأمير: علي بن يوسف منذ أن خلفه عام 500.

واصل هذا الأخير تشييد المرافق الحضرية لمدينة مراكش؛ ومن ذلك: تخطيط الهندسة المائية، ووضع الأسس الصناعية الأولى، ووضع نظام ضرائبي ..إلـخ.

ولم يزل عمران المدينة في اتساع مع تعاقب الدول التي حكمت المغرب؛ وكانت أهم محطات التوسعة والتشييد؛ في عهد الموحدين، ثم العلويين؛ لا سيما عهد السلطان سيدي محمد بن عبد الله (محمد الثالث) المتوفى عام 1204 هـ / 1799 م.

كما أخذت المدينةُ حظها من العناية التنموية في المغرب الحديث، لا سيما في عهد الملك محمد بن الحسن الثاني (محمد السادس) الملك الحالي.

المدينة الجميلة:

إنها مدينة الأبواب الاثني عشر: باب أيلان، وباب الدباغ، وباب الخميس، وباب تاغزوت، وباب دكالة، وباب الرخاء، وباب المخزن، وباب الشريعة، وباب نفيس، وباب الصالحة، وباب غمات، وباب الرُب.

مدينة المساجد والجوامع التي يتبوأ شامتها اليوم: جامع الكتبية، ومنها: جامع بن يوسف، وجامع المواسين، ومسجد برّيمة، ومسجد درب البديع، ومسجد القصبة ..

مدينة الكتاتيب القرآنية والجامعة اليوسفية وخزانة بن يوسف ..

مدينة الصهاريج العظيمة التي يتوسط عقدها: صهريج المنارة ..

مدينة العراصي وبساتين النخيل والرياضات الجميلة؛ مثل: عرصة مولاي عبد السلام، وعرصة الحوتة، وعرصة علي وصالح، وعرصة الملاك، وعرصة أكدال؛ وهي أعظمها وأكبرها ..

مدينة الحرف الأصيلة والصناعات القديمة؛ من أشهرها عالميا: صناعة الجلد والفخار والنقوش ..

مدينة السياحة والتنمية والنسيج الجمعوي الحي والمتميز ..

مدينة دور القرآن الكريم، وجامعة القاضي عياض بكل كلياتها: “الآدب والعلوم الإنسانية”، “اللغة العربية”، “العلوم السياسية والقانونية والاقتصادية”، “الطب”، “العلوم والتكنولوجيا” ..

مدينة الملتقيات العالمية والمؤتمرات الدولية ..

مدينة عرفت بأعلامها من الفقهاء والقراء والأمراء والقضاة والصالحين والمجاهدين والشعراء والأدباء والفلاسفة ..؛ من أمثال: يوسف بن تاشفين، وزينب النفزاوية، وإبراهيم بن أحمد القشاش المراكشي، وإبراهيم بن الصغير المراكشي، وعبد الله بن إبراهيم الشاطبي، وعمر بن محمد الجراري، ومحمد بن أحمد العبادي، وسعيدة التطيلية، ومحمد بن الحسن المراكشي الشهير بالقاضي، وابن طفيل، وابن رشد، ومحمد بن عبد الله العلوي، وولده مولاي سليمان، ومحمد الطالب بن حمدون بن الحاج السلمي، وحفصة الركونية، وعياض بن موسى القاضي، وعبد الرحمن بن عبد الله السهيلي، وأبي العباس السبتي، ومسعودة الوزكيتية، ومحمد بن المدني السرغيني المراكشي، ومحمد بن المدني بن علي كنون، ومحمد بن المكي بن الحسن العمراني، وأبي شعيب بن عبد الرحمن الدكالي، وأحمد أكرام، ومحمد بن عثمان المراكشي، ومحمد بن إبراهيم، والرحالي الفاروق، ولحسن وجاج، وعباس رحيلة، وأحمد عمّالك، ومحمد زهرات،  وحسن جلاب، وأحمد متفكر …