الزعامة الروحية لعبد الله بن ياسين ودورها في توحيد الدولة المغربية
الإصلاح الديني وتأليف القلوب
الزعامة الروحية لعبد الله بن ياسين ودورها في توحيد الدولة المغربية
الإصلاح الديني وتأليف القلوب

 

َسَار يحيى بن إِبْرَاهِيم بِكِتَاب الشَّيْخ أبي عمرَان حَتَّى وصل إِلَى الْفَقِيه وجاج بِمَدِينَة نَفِيس فَسلم عَلَيْهِ وَدفع إِلَيْهِ الْكتاب وَكَانَ ذَلِك فِي رَجَب سنة ثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة فَنظر الْفَقِيه واجاج فِي الْكتاب ثمَّ جمع تلامذته فقرأه عَلَيْهِم وندبهم لما أَمر بِهِ الشَّيْخ أَبُو عمرَان, فَانْتدبَ لذَلِك رجل مِنْهُم يُقَال لَهُ عبد الله بن ياسين الْجُزُولِيّ, وَكَانَ من حذاق الطّلبَة وَمن أهل الْفضل وَالدّين والورع والسياسة, مشاركا فِي الْعُلُوم فَخرج مَعَ يحيى بن إِبْرَاهِيم إِلَى الصَّحرَاء وَكَانَ من أمره مَا نَقصه عَلَيْك ( في مقالة نشر في هذا الموقع تحت عنوان : الحركة المرابطية والبحث عن الزعامة الدينية تمت التطرق بتفصيل للقاء أبي عمران الفاسي بيحيى بن ابراهيم الكدالي )

بداية الإصلاح الديني للزعيم الروحي:

لما انْتهى يحيى بن إِبْرَاهِيم إِلَى بِلَاده وَمَعَهُ الْفَقِيه عبد الله بن ياسين الْجُزُولِيّ تَلقتُه قبائل كدالة ولمتونة وفرحوا بمقدمهما وتيمنوا بالفقيه وبالغوا فِي إكرامه وبره فشرع يعلمهُمْ الْقُرْآن وَيُقِيم لَهُم رسم الدّين ويسوسهم بآداب الشَّرْع , وألفاهم يَتَزَوَّجُونَ بِأَكْثَرَ من أَربع حرائر.

فَقَالَ لَهُم:  لَيْسَ هَذَا من السّنة وَإِنَّمَا سنة الْإِسْلَام أَن يجمع الرجل بَين أَربع نسْوَة حرائر فَقَط وَله فِيمَا شَاءَ من ملك الْيَمين سَعَة.

وَجعل يَأْمُرهُم بِالْمَعْرُوفِ وينهاهم عَن الْمُنكر وكبحهم عَن كثير من مألوفاتهم الْفَاسِدَة, وشدد فِي ذَلِك فأطرحوه واستصعبوا علمه وَتركُوا الْأَخْذ عَنهُ لما جشمهم من مشاق التَّكْلِيف.

 

رباط عبد الله بن ياسين:

َلَمَّا رأى عبد الله بن ياسين إعراضهم عَنهُ واتباعهم لأهوائهم عزم على الرحيل عَنْهُم إِلَى بِلَاد السودَان الَّذين دخلُوا فِي دين الْإِسْلَام يَوْمئِذٍ فَلم يتْركهُ يحيى بن إِبْرَاهِيم لذَلِك وَقَالَ لَه:ُ إِنَّمَا أتيت بك لأنتفع بعلمك فِي خَاصَّة نَفسِي وَمَا عَليّ فِيمَن ضل من قومِي.

وَكَانَ قومه لَيْسَ عِنْدهم من الْإِسْلَام إِلَّا الشَّهَادَة دون مَا عَداهَا من أَرْكَان الْإِسْلَام وشرائعه

ثمَّ قَالَ يحيى بن إِبْرَاهِيم لعبد الله بن ياسين : هَل لَك فِي رَأْي أُشير بِهِ عَلَيْك إِن كنت تُرِيدُ الْآخِرَة ؟

قَالَ : وَمَا هُو؟

قَالَ : إِن هَهُنَا جَزِيرَة فِي الْبَحْر قَالَ ابْن خلدون :” هُوَ بَحر النّيل يُحِيط بهَا من جهاتها يكون ضحضاحا فِي المصيف يخاض بالأقدام وغمرا فِي الشتَاء يعبر الزوارق.

قَالَ يحيى بن إِبْرَاهِيم : وفيهَا الْحَلَال الْمَحْض من شجر الْبَريَّة وصيد الْبر وَالْبَحْر ندخل فِيهَا ونقتات من حلالها ونعبد الله تَعَالَى حَتَّى نموت.

فَقَالَ عبد الله بن ياسين : إِن هَذَا الرَّأْي حسن, فَهَلُمَّ بِنَا فلندخلها على اسْم الله,  فَدَخلَهَا وَدخل مَعَهُمَا سَبْعَة نفر من كدالة وابتنى عبد الله رابطة هُنَاكَ. وَأقَام فِي أَصْحَابه يعْبدُونَ الله تَعَالَى مُدَّة فِي ثَلَاثَة أشهر, فتسامع النَّاس بهم وَأَنَّهُمْ اعتزلوا بدينهم يطْلبُونَ الْجنَّة والنجاة من النَّار.

فَكثر الواردون عَلَيْهِم والتوابون لديهم, فَأخذ عبد الله بن ياسين يُقْرِئهُمْ الْقُرْآن ويستميلهم إِلَى الْخَيْر ويرغبهم فِي ثَوَاب الله ويحذرهم ألم عِقَابه حَتَّى تمكن حبه من قُلُوبهم فَلم تمر عَلَيْهِ إِلَّا مُدَّة يسيرَة حَتَّى اجْتمع لَهُ من التلامذة نَحْو ألف رجل وَكَانَ من أَمرهم مَا تسمعه عَن قريب.

 

بداية الدعوة المرابطية:

لما اجْتمع إِلَى عبد الله بن ياسين من أَشْرَاف صنهاجة نَحْو ألف رجل سماهم المرابطين للزومهم رابطته.

وَلما تفقهوا ورسخ فيهم الدّين قَامَ فيهم خَطِيبًا فوعظهم وشوقهم إِلَى الْجنَّة وخوفهم من النَّار وَأمرهمْ بتقوى الله وَالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر وَأخْبرهمْ بِمَا فِي ذَلِك من ثَوَاب الله تَعَالَى وعظيم جَزَائِهِ ثمَّ ندبهم إِلَى جِهَاد من خالفهم من قبائل صنهاجة. وَقَالَ لَهُم :” معشر المرابطين إِنَّكُم الْيَوْم جمع كثير نَحْو ألف رجل وَلنْ يغلب ألف من قلَّة وَأَنْتُم وُجُوه قبائلكم ورؤساء عشائركم وَقد أصلحكم الله تَعَالَى وهداكم إِلَى صراطه الْمُسْتَقيم فَوَجَبَ عَلَيْكُم أَن تشكروا نعْمَته عَلَيْكُم بِأَن تأمروا بِالْمَعْرُوفِ وتنهوا عَن الْمُنكر وتجاهدوا فِي الله حق جهاده.

فَقَالُوا لَهُ :” أَيهَا الشَّيْخ الْمُبَارك أمرنَا بِمَا شِئْت تجدنا سَامِعين لَك مُطِيعِينَ وَلَو أمرتنا بقتل آبَاءَنَا لفعلنَا.

فَقَالَ لَهُم :” اخْرُجُوا على بركَة الله وأنذروا قومكم وخوفوهم عِقَاب الله وأبلغوهم حجَّته, فَإِن تَابُوا فَخلوا سبيلهم وَإِن أَبَوا من ذَلِك وتمادوا فِي غيهم ولجوا فِي طغيانهم استعنا بِاللَّه تَعَالَى عَلَيْهِم وجاهدناهم حَتَّى يحكم الله بَيْننَا وَهُوَ خير الْحَاكِمين”

 

نشر  الدعوة المرابطية بين القبائل:

فَسَار كل رجل مِنْهُم إِلَى قومه وعشيرته فوعظهم وَأَنْذرهُمْ ودعاهم إِلَى الإقلاع عَمَّا هم بسبيله فَلم يرفعوا بذلك رَأْسا.

فَخرج إِلَيْهِم عبد الله بن ياسين بِنَفسِهِ وَجمع أَشْيَاخ قبائلهم ووجوهها وَقَرَأَ عَلَيْهِم حجَّة الله ودعاهم إِلَى التَّوْبَة ورغبهم فِي الْجنَّة وخوفهم من النَّار وَأقَام ينذرهم سَبْعَة أَيَّام وهم فِي ذَلِك كُله لَا يلتفتون إِلَى قَوْله وَلَا يزدادون إِلَّا فَسَادًا فَلَمَّا يئس مِنْهُم قَالَ لأَصْحَابه :” قد أبلغنا فِي الْحجَّة وأنذرنا وأعذرنا وَقد وَجب علينا الْآن جهادهم فاغزوهم على بركَة الله”

فَبَدَأَ أَولا بقبيلة كدالة فغزاهم فِي ثَلَاثَة آلَاف رجل من المرابطين فَانْهَزَمُوا بَين يَدَيْهِ وَقتل مِنْهُم خلقا كثيرا وَأسلم الْبَاقُونَ إسلاما جَدِيدا وَحسنت حَالهم وأدوا مَا يلْزمهُم من كل مَا فرض الله عَلَيْهِم وَكَانَ ذَلِك فِي صفر سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة

ثمَّ سَار إِلَى قَبيلَة لمتونة فَنزل عَلَيْهَا وَقَاتلهمْ حَتَّى أظهره الله عَلَيْهِم وأذعنوا إِلَى الطَّاعَة وَبَايَعُوهُ على إِقَامَة الْكتاب وَالسّنة

ثمَّ سَار إِلَى قَبيلَة مسوفة فَقَاتلهُمْ حَتَّى أذعنوا لَهُ وَبَايَعُوهُ على مَا بايعته لمتونة وكدالة

فَلَمَّا رأى ذَلِك سَائِر صنهاجة سارعوا إِلَى التَّوْبَة والمبايعة وأقروا لَهُ بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَة فَكَانَ كل من أَتَاهُ تَائِبًا مِنْهُم يطهره بِأَن يضْربهُ مائَة سَوط ثمَّ يُعلمهُ الْقُرْآن وَشَرَائِع الْإِسْلَام وَكَانَ يَأْمُرهُم بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاة وَأَدَاء الْعشْر وَاتخذ لذَلِك بَيت مَال يجمع فِيهِ مَا يرفع إِلَيْهِ من ذَلِك

ثمَّ أَخذ فِي اشْتِرَاء السِّلَاح وأركاب الجيوش من ذَلِك المَال وَجعل يَغْزُو الْقَبَائِل حَتَّى ملك جَمِيع بِلَاد الصَّحرَاء وذلل قبائلها

ثمَّ جمع أسلاب الْقَتْلَى فِي تِلْكَ الْمَغَازِي وَجعلهَا فَيْئا للمرابطين وَبعث بِمَال دثر مِمَّا اجْتمع لَدَيْهِ من الزكوات والأعشار والأخماس إِلَى طلبة الْعلم بِبِلَاد المصامدة فاشتهر أمره فِي جَمِيع بِلَاد الصَّحرَاء وَمَا والاها من بِلَاد السودَان وبلاد الْقبْلَة وبلاد المصامدة وَسَائِر أقطار الْمغرب وَأَنه قَامَ رجل بكدالة يَدْعُو إِلَى الله تَعَالَى وَإِلَى الصِّرَاط الْمُسْتَقيم وَيحكم بِمَا أنزل الله وَأَنه متواضع زاهد فِي الدُّنْيَا وطار لَهُ ذكر فِي الْعَالم وَتمكن ناموسه من الْقُلُوب وأحبته النَّاس

ثمَّ توفّي يحيى بن إِبْرَاهِيم الكدالي على أثر ذَلِك.

 

المرابطون بأغمات:

ثمَّ ارتحل عبد الله بن ياسين إِلَى بِلَاد المصامدة فَفتح جبل درن وبلاد رودة ومدينة شفشاوة بِالسَّيْفِ ثمَّ فتح مَدِينَة نَفِيس وَسَائِر بِلَاد كدميوه ووفدت عَلَيْهِ قبائل رجراجة وحاحة فَبَايعُوهُ ثمَّ ارتحل إِلَى مَدِينَة أغمات وَبهَا يَوْمئِذٍ أميرها لقوط بن يُوسُف بن عَليّ المغراوي فَنزل عَلَيْهَا وحاصرها حصارا شَدِيدا , وَلما رأى لقوط مَا لَا طَاقَة لَهُ بِهِ أسلمها وفر عَنْهَا لَيْلًا هُوَ وَجَمِيع حشمه إِلَى تادلا فَاسْتَجَارَ ببني يفرن مُلُوك سلا وتادلا. وَدخل المرابطون مَدِينَة أغمات سنة تسع وَأَرْبَعين وَأَرْبَعمِائَة فَأَقَامَ بهَا عبد الله بن ياسين نَحْو الشَّهْرَيْنِ ريثما استراح الْجند ثمَّ خرج إِلَى تادلا فَفَتحهَا وَقتل من وجد بهَا من بني يفرن مُلُوكهَا وظفر بلقوط المغراوي فَقتله.

 

جهاد قبائل برغواطة:

ثم أخْبر عبد الله بن ياسين بِأَن بساحلها قبائل برغواطة فِي عدد كثير وَجمع عَظِيم وَأَنَّهُمْ مجوس أهل ضَلَالَة وَكفر وَأخْبر بِمَا تمسكوا بِهِ من ديانتهم الخبيثة وَقيل لَهُ إِن برغواطة قبائل كَثِيرَة وأخلاط شَتَّى اجْتَمعُوا فِي أول أَمرهم على صَالح بن طريف المتنبئ الْكذَّاب وَاسْتمرّ حَالهم على الضَّلَالَة وَالْكفْر إِلَى الْآن فَلَمَّا سمع عبد الله بن ياسين بِحَال برغواطة وَمَا هم عَلَيْهِ من الْكفْر رأى أَن الْوَاجِب تَقْدِيم جهادهم على جِهَاد غَيرهم فَسَار إِلَيْهِم فِي جيوش المرابطين والأمير يَوْمئِذٍ على برغواطة هُوَ أَبُو حَفْص عبد الله من ذُرِّيَّة أبي مَنْصُور عِيسَى بن أبي الْأَنْصَار عبد الله بن أبي غفير مُحَمَّد بن معَاذ بن اليسع بن صَالح بن طريف فَكَانَت بَينه وَبَين عبد الله بن ياسين ملاحم عِظَام مَاتَ فِيهَا من الْفَرِيقَيْنِ خلق كثير وَأُصِيب فِيهَا عبد الله بن ياسين الْجُزُولِيّ المرابطين فَكَانَ فِيهَا شَهَادَته رَحمَه الله.

 

وصية عبد الله بن ياسين للمرابطين :

وَلما حَضرته الْوَفَاة قَالَ لَهُم يَا معشر المرابطين إِنِّي ميت من يومي هَذَا لَا محَالة وَإِنَّكُمْ فِي بِلَاد عَدوكُمْ فإياكم أَن تجبنوا أَو تنازعوا فتفشلوا وَتذهب ريحكم وَكُونُوا أعوانا على الْحق وإخوانا فِي ذَات الله وَإِيَّاكُم والتحاسد على الرياسة فَإِن الله يُؤْتِي ملكه من يَشَاء من خلقه ويستخلف فِي أرضه من أَرَادَ من عباده.

وَتُوفِّي عبد الله بن ياسين عَشِيَّة ذَلِك الْيَوْم وَهُوَ يَوْم الْأَحَد الرَّابِع وَالْعِشْرين من جُمَادَى الأولى سنة إِحْدَى وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة وَدفن بِموضع يعرف بكريفلة وَبني على قَبره مَسْجِد وَهُوَ مَشْهُور بهَا إِلَى الْآن.

قضى عبد الله بن ياسين كما يقضي أمثاله من الأبطال من أجل التغيير وتحويل عجلة التاريخ , وذلك الطالب السوسي الذي كان قابعا في طفولته وشبابه في تلك البيوت المدرسية المظلمة والضيقة , يحفظ القرآن ومبادئ الفقه والنحو والتوحيد , ويحضر حلقات الفقهاء في المسجد والزاوية للتدريس والشرح في انقطاع تام وتغذية روحية هادفة تضع شواغل الدنيا ظهريا في تقشف من المأكل والملبس.

 

المراجع :  

1 ـ الإمام الذهبي (ت 748هـ )

سير أعلام النبلاء

الجزء : 19 / ص:  252

تحقيق : مجموعة من المحققين بإشراف شعيب الأرناؤوط

الطبعة الثالثة 1405هـ / 1985م

2 ـ خير الدين الزركلي الدمشقي (1396هـ)

الأعلام

ـ الجزء : 4 / ص: 144

الطبعة :  الخامسة عشر ـ 2002 م

 

3ـ علي بن نايف الشحوذ

مشاهير أعلام المسلمين

الجزء : 1 / ص:48

 

4ـ شهاب الدين أبو العباس أحمد الناصري ( ت 1315هـ)

الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى

الجزء : 2 / الصفحات : 7 – 8 – 9 – 10 – 11 – 12 – 13 – 14

تحقيق : جعفر الناصري ـ محمد الناصري

الناشر : دار الكتب ـ الدار البيضاء

 

5 ـ أحمد بن الشرقي حصري

مراكش , المجال والإنسان

الصفحة : 36

الناشر : منتدى ابن تاشفين ـ المجتمع والمجال ـ اتصالات سبو

الطبع : مطبعة النجاح الجديدة ـ الدار البيضاء

الطبعة : الثانية 2013 م

مواضيع أخرى :

الدولة المرابطية

الدولة المرابطية

مرحلة التمكين والتوسع: بعد أن أرست الحركة المرابطية قاعدتها في الصحراء , وسيطرت على جل محاور تجارة القوافل جنوب شرق المغرب, انتقلت في عهد يوسف ابن تاشفين ( 453 ـ 500هـ ) إلى مرحلة جديدة من تاريخها تحولت فيها إلى دولة مترامية الأطراف , حيث مدت نفوذها على كامل المغرب...

حصار الموحدين لمراكش

حصار الموحدين لمراكش

حصار ابن تومرت لمراكش : ابتداء من سنة 516هـ /1122م ضرب ابن تومرت حصارا على مراكش, انطلاقا من جبل جيليز، دام ثلاث سنوات, خلالها "جمع قبائل الموحدين ، وعبأ الجيوش ، وقصد نحو مراكش ، فسار حتى نزل بجبل جيليز قريبا من المدينة ، فأقام به ثلاثة أعوام ، يباكر جيوش لمتونة...

الدولة المرابطية واستكمال توحيد المغرب

الدولة المرابطية واستكمال توحيد المغرب

  شرعية الحكم: لقد اعتمدت الدولة المرابطية من حيث شرعيتها وأحقيتها في الحكم على مصدرين رئيسين: ـ مصدر أخلاقي يتمثل في مجموعة من الشعارات والغايات النبيلة التي رفعتها, كسعيها للقضاء على الفرقة السياسية والتناحر القبلي الذي كان متفشيا في بلاد المغرب, والذي أنكره...

الحركة المرابطية والبحث عن الزعامة الدينية:

الحركة المرابطية والبحث عن الزعامة الدينية:

  أمير القبائل اللمتونية:  قام أبو عبد الله محمد بن تيفاوت فادعى استحقاق الإمارة اللمتونية لمكانته العليا بين سائر رؤوس لمتونة, فانقادت لدعايته الرؤوس وخضعت لرئاسته عظماء صنهاجة, فاجتمعت كلمة القوم على تقديمه فبايعوه على السمع والطاعة, وتوجوه على الرئاسة والإمارة ,...

الأصول التاريخية للمرابطين

الأصول التاريخية للمرابطين

موطن القبائل الصحراوية: ينحدر المرابطون من مجال صحراوي واسع يقابله اليوم موقع موريتانيا ومالي وغانا والنيجير . ويمتد هذا المجال الفسيح من مصب نهر االسنغال وحوضه الأدنى, إلى منحنى النيجر وبحيرة تشاد, ويحده غربا المحيط الأطلنطي , وشمالا مرتفعات الأطلس, وشرقا بلاد الهكار...

أغمات

أغمات

المدينة الخضراء: كانت مدينة أغمات في فحص أفيح ، أحسن مكان من الأرض، طيبة التراب ، كثيرة النبات والأعشاب ، تخترقها المياه يمينا وشمالا ، وتطرد بساحتها ليلا ونهارا، معطرة بريح النبات والشجر ، وحولها جنات محدقة ، وعنب ، وبساتين أكثر شجرها الزيتون ، وبها نهر ليس بالكبير...